الفصل الثاني
سقطت (هانا) على الارض ،وهي تعاني الالم في كوعيها وركبتيها .لكنها استدارت بسرعة لترى من الذي فعل بها هذا، فشاهدت صبيا على دراجته.قال لها بسرعة:انني آسف..لم أرك بالمرة!ثم نزل من فوق الدراجة،وألقى بها على الحشائش.
تساءلت(هانا) :أنني أرتدي ملابس زاهية..خضراء وبرتقالية ..كيف يمكن ألا يراني؟!
وقفت على قدميها ..وأخذت تفرك ركبتيها لتتخلص منالحشائش،وهي تزمجر غاضبة!
قال الصبي بهدوء:حاولت أن أتوقف!
تفحصته (هانا)بعينيها.كانشعره من اللون الاحمر الفاتح ...برتقالي اللون تقريبا،،مثل الذرة المشوية،بني العينين،ووجهه ملئ بالنمش.
سألته(هانا) :لماذا تقود دراجتك في فناء بيتنا؟
ضاقت عيناه،وقال:فناء بيتكم!!منذ متى؟!!
قالت بحدة:من قبل أن أولد!
جذب ورقة شجر من شعرها..وأشار إلى بيتها وقال:هل تقيمين في هذا المنزل؟
هزت رأسها،وهي تجيب :نعم.
ثم أستطردت:وأنت..أين تقيم؟
قال:في المنزل المجاور!
ونظر بكله تجاه منزل أحمر،مبني بطراز منازل الريف الخشبية..على الطريق العام!
نظرت إليه في دهشة قالت:ماذا؟!لايمكن أن تعيش هناك!
سألها:ولم لا؟
قالتوهي تتفحص وجهه:إنه منزل خال ..إنه مهجور منذ غادرته عائلة(دودسون)!
قال:لكنه ليس خاليا الآن..فأناأعيش فيه مع أمي!
تملكتها الحيرة..كيف حدث ذلك..كيف يكون هناك سكان في المنزل المجاور دون أن تعرف!(لقد كنت ألعب مع التوءم في الحديقة الخلفية بالامس..ولم أر أحدا!)وحملقت في الولد : (إنني متأكدة من أن هذا المنزل كان مظلما وخاليا!)
سألته:ماأسمك؟
قال: (داني ).. (داني أندرسن)أخبرته بإسمها وقالت:حسنا ..نحن جيران ..إن عمري 12 سنة..وأنت؟
أجاب:وأنا كذلك!
وانحنى يفحص دراجته،وأخرج من بين الاسلاك كتلة من الحشائش.
ثم سألها متشككا:لكني لم أرك هنا من قبل..
أجابت :وكيف لم أرك أنا أيضا في حياتي !
هز كتفيه .ولمعت عيناه..وملأت وجهه إبتسامة خجول!
قالت (هانا) وهي تحاول أن تجد حلا لهذا اللغز:يبدو أنكم حضرتكم هنا قريبا!
ركز تفكيره في الدراجة وقال:هيه! قالت:منذ متى تسكنون هنا؟ قال: منذ فترة!
فكرت (هانا)..مستحيل..لايمكن أن ينتقل إلى هنا دون أن أعرف!
ولكن ..قبل أن تواصل حدثيهامعه..أرتفع صوت مشاغب يصيح: (هانا)..(هانا)..(هيرب) لايريد أن يعطين (لعبة الولد)
كان (بيل)يقف على السلم الخارجي متكئا على الباب السلكي ..
صاحت (هانا) :أين ماما؟ سوف تعطيها لك!
قال:حسنا
وصفق الباب وراءه وذهب ليبحث عن أمه!
تحولت (هانا)لتكمل حديثها مع (داني)لكن كان قد تلاشى في الهواء!
يتبع...