سلوم : هل هذا ما أبعدني عن ماما ؟؟
ثم يمسك إحدى الزجاجات ويكسرها ..
وعند نوران ..
جدة نوران : حبيبتي نوران .. لا أعرف كيف أقول لك .. لكنك كنت أحب الناس الى والدتك .. سالم : رحمها الله ..
الجميع بدأ يحاول أن يهدأ نوران ببعض الكلمات وهي تبكي ..
استمر هذا العزاء حتى وقت متأخر ..
عاد الجميع إلى منزله ..
سالم نام من شدة التعب .. أما نوران فلم تستطع النوم .. ظلت تبكي طوال الليل ..
وفي صباح اليوم التالي ..
مر اليوم كما هو .. سلوم مختفي عن المنزل .. سالم سافر إلى مدينة أخرى لطلب الرزق .. ونوران مع هديل في غرفة .. بينما يزيد في غرفة أخرى وقد أتى تلبية لطلب سالم لكي لا تكون نوران وحدها في المنزل ..
جاء الليل .. الساعة السابعة ..
نوران : هديل .. هل ترين هذا .. المشفى التي كانت فيها أمي تسمى مشفى الموت .. لأن كل من يدخلها يموت .
هديل : إنها مزحة على الفيس بوك يا نوران ..
نوران : لكن .. ألا ترين أن أمي ماتت ؟
هديل : انه قدر الله .. هذا ليس بيد البشر .
نوران : حقا ..
هديل : بالمناسبة .. أمي تقول لك إن إحتجت شيء .. فهي بالخدمة ..
نوران : لا لا شكرا .. لدي أخ يرعاني .. ولكني أريد أن أذهب إلى المشفى .. فأخي سالم طلب مني أن أذهب إلى هناك لأدفع لهم تكاليف علاج أمي .
هديل : وأين سلوم ؟؟ أليس من الأفضل أن يذهب هو ؟؟
نوران : إنه شاب طائش .. دعيه مع نفسه ..
هديل : إذا .. سأدع أخي يزيد يفعل ذلك ..
نوران : كلا .. أنا سأذهب .. وأريد أن يرافقني أحد .. فهل تكرمتي بالذهاب معي . ^_^
هديل : حسنا يا نوران ..
ذهبت نوران مع خالتها إلى المشفى .. في سيارة يزيد الذي لم ينطق بحرف واحد طوال فترة ركوبهم السيارة ..
وفي المشفى ..
نوران أعطتهم الأموال كاملة ..
وفي طريق عودتها .. وجدت الطبيب الذي عالج والدتها ويدعى (هاني)
الطبيب لم يلاحظها .. لذلك أخرج هاتفه وتحدث مع أحدهم قائلا : ((أراك الليلة أمام المقابر)).
إنفزعت نوران وأخفت ذلك ..
وفي المنزل ..
هديل : هل تسمحين لنا بالمبيت معك هذه الليلة ..
نوران : بالطبع .
هديل : ترى متى سيعود سالم ؟؟
نوران : لا أدري .. لكنه قال بأنه سيعود قريبا ..
هديل : وأين سلوم ؟؟ لقد طال غيابه ..
نوران : لا أعرف أين هو ... لا يهم .. يجب أن ننام الآن .
هديل : حسنا .. طابت ليلتك ..
نوران : وأنت كذلك ... سأترك الآن .
وفي غرفة نوران ..
كانت جالسة على النافذة وكلمة الطبيب شغلت تفكيرها ..
نوران تحدث نفسها : من الواضح أن الطبيب سيذهب إلى هناك من أجل مقابلة أو شيء . لا يمكن أن يكون له شخص ميت هناك ويزوره ليلا .. سأذهب أنا إلى هناك و أعرف .
وأمام المقابر . الجو بارد جدا ..
نوران مختبئة وأمامها الطبيب وشخص آخر . إنه جعفر .. المغسل .
الطبيب هاني : هيا .. هل جلبت الحفارة ؟؟
جعفر : أجل ..
هاني : إذا .. لنبدأ .. ولكن هل أنت واثق أنه لا أحد هنا ؟
جعفو : أجل .. فحارس المقبرة قال لي ذلك ..
هاني : إذا .. لنخرج الميت الحي ..
إنفزعت نوران من هذا ؟؟
بدأ الرجلان بالحفر .. حتى استطاعا الوصول إلى النعش .. فأخذاه ..
هاني : هيا .. لنذهب ...
وضع الرجلان الجثة على الأرض .. ثم فتحا بابا داخل القبر .. وأخذا الجثة معهما .. ونزلا فيه ..
نوران لا تصدق ما رأت .. هل هذا حقيقة ؟؟؟
بعد أن اختفى الرجلان .. نزلت نوران خلفهما بكل هدوء ..
فوجدت في الأسفل درج يؤدي إلى مكان مجهول ..
سارت نوران فيه دون أن تعرف إلى أين يذهب بها ..
حتى وصلت إلى غرفة مغلفة مليئة بالجثث المقطعة .. إنفزعت نوران وأصيبت بالذعر ..
وكادت أن تسقط فاقدة لوعيها .. لكنها تحملت ..
أكملت الطريق .. وقلبها يدق خوفا .. حتى وصلت لباب آخر .. فتحت جزء منه ..
فوجدت مكااان كبيييييير جدا .. يشبه المشفى تماما .. لكن الأرضية مليئة بالدماء ..
ووجدت أيضا الطبيب هاني والمغسل جعفر ... قد فتحا النعش والشخص الموجود فيه قد أفاق من موته ..
الشخص : أين أنا .. ألم أكن في المشفى ؟؟
هاني : أجل كنت في المشفى .. لكنك الآن في مشفى أخرى ..
الشخص : وماذا أفعل فيها ؟؟ ولماذا هذا الرداء الأبيض علي َ ؟؟؟؟؟؟؟
جعفر : لقد غسلناك وكفناك فيه .. كي يصدق الجميع أنك مت ..
هاني : ولكن في الحقيقة . نحن أطباء نستفيد من أعضاء البشر .. لذلك نأخذهم بعد أن يصدق الجميع أنهم ماتوا ونسرق أعضائهم ..
الشخص : ولكن ... ولكن ؟؟؟
نوران تنظر إلى الطبيب بفزع .. هل يمكن أن تكون والدتها لا تزال على قيد الحياة وهم يريدون أخذ أعضائها ..
حينها ذهب الطبيب والمغسل ساحبين خلفهم ذلك المسكين الذي سيقع ضحية أخرى ..
وأما نوران فقد تقدمت للداخل .. لم يكن هناك أناس كثيرين وهذا ما جعل من السهل دخول نوران دون أن يراها أحد ..
سار الطبيب والمغسل مدة من الزمن ... حتى وصلا إلى باب كبير ..
فتح الطبيب الباب ..
دخل الطبيب والمغسل ومعهما ذلك المسكين ..
وفي الداخل .. كان هناك ما يقارب خمسة عشر شخص مقيدون وعلى أسرتهم .. ومن بينهم والدة نوران التي كانت تبكي ..
نوران لم تصدق نفسها .. والدتها بالداخل .. وعلى قيد الحياة أيضا ..
أرادت فتح الباب .. لكنها فوجئت بوجود شخص خلفها ..
نظرت نوران منفزعة .. إذ هو شخص وقد صوب المسدس على رأسها ..
الشخص : لا تتحركي ..
وبدون أي وعي ركلت نوران الرجل بكل قوة وهربت ..
سقط الرجل على الأرض بينما خرج الطبيب والمغسل من ذلك المكان .
الطبيب منفزع : ماذا هناك ؟
الرجل : تلك الغبية هربت .. فتاة شقراء .
الطبيب : شقراء ؟؟؟
ثم أخذ المسدس وذهب مسرعا نحو المكان الذي هربت بإتجاهه ...
وعند نوران ...
ظلت تركض حتى وصلت إلى مكان مليء بالجثث المقطعة الأعضاء ..
نوران : ما هذا المكان ؟؟ يبدو بأنني ضللت الطريق .. أين أنا ..
بعد لحظات سمعت نوران صوت الطبيب ومجموعة من الرجال ..
الطريق أمامها مغلق .. ماذا تفعل ؟؟؟
وجدت فجأة خلفها الطبيب ورفاقه الذين عثروا عليها ..
الطبيب : نورااااان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نوران : لم أتوقع ما فعلته أيها المجرم ..
الطبيب بصوت حاد : نوران .. أتعرفين ما عقوبة من يكشف هذا السر ؟؟ عقوبته أن يقتل دون أي رحمة ..
ثم يصوب المسدس عليها ..
نوران : لن تنجو أبدا يا مخادع .
الطبيب : أخبريني .. كيف وصلت إلى هذا المكان ؟؟
نوران : مصادفة لا أكثر .. والآن .. جاء دوري لأطرح عليك سؤالي .. أخبرني . ما الذي تفعله هنا ؟؟ وماذا تعني بأخذك للموتى الذين في الحقيقة ليسوا إلا أحياء ولكنهم فاقدين للوعي وحسب ؟؟؟؟
الطبيب : أعني الكثير .. ولكن .. يبدو لي بأنك تعرفين الكثير يا هذه .. وهذا ما يجعلني أسارع بالتخلص منك فورا ...
ثم ضغط على الزناد .. فأصابت الرصاصة صدر نوران ..
فسقطت على الأرض من فوره ..
في أثناء ذلك سمع الطبيب ومن معه صوت إطلاق رصاص .. فذهبوا نحو الصوت تاركين نوران تسبح وسط دمائها ..
وهناك فوجئوا بوجود رجال الشرطة ..
الطبيب : لابد وأن تكون نوران هي خلف وجودهم هنا .. هيا اذهب يا جعفر وتخلص منها بأربع رصاصات في رأسها ..
وعند نوران .....
كانت نتظر إلى الدماء التي تنزف من صدرها .. وهي تحاول وضع يدها لكي توقفه...
نوران تتمنى أن يأتي أحد وينقذها ... ولكن لا يوجد أحد .. أخيها سالم سافر الى الخارج .. سلوم مختفي منذ يوم .. ولا أحد يعلم بمكان وجودها هنا .. ستموت هنا بالتأكيد ..
هذا ما كانت تفكر به نوران . ولكن ما قطع تفكيرها هو أن جعفر أتى مسرعا وأراد تصويب المسدس عيها .. لكن أحد ما أطلق على رأسه ثلاث رصاصات متتالية ..
فخر صريعا ..
اندهشت نوران وأصيبت بالخوف .. لعل من أطلق الرصاص سيستهدفها أيضا ...
تقدم ذلك الشخص بخطوات بطيئة حتى وقف أمام نوران .
نظرت نوران إليه بتعب .. إذ هو يزيد .
فابتسمت رغم تعبها .. ثم أغمي عليها ..
وأما يزيد ... فقد حملها وابتعد هاربا من ذلك المكان الذي بدأ يهدم فقد هجمت الشرطة عليه للقبض على أولئك المجرمين ..
وفيما بعد .. خرج جميع المساكين الذين كانوا محتجزون هناك ..
وفي صباح اليوم التالي ..
انتهى كل شيء ... حيث اعترف الطبيب أنه كان أحد أفراد عصابة سرقة أعضاء البشر .. وكان يعطيهم منوم قوي جدا يجعلهم شبه موتى .. وكان ساعده الأيمن المغسل الذي كان يدعي بأن الموتى كانوا مصابين بمرض خطير لذلك لم يكن يسمح لأحد بالاقتراب من الجثة كي لا يكتشفوا الحقيقة ..........
وأما أقارب نوران .. فقد أصيبوا بالذعر عندما جاءت لهم والدة نوران ..
وبالنسبة لنوران فقد نجحت عملية إخراج الرصاصة من صدرها .. وهي الآن بخير .. لكنها لا تزال في غيبوبة دامت أكثر من أسبوع كامل ..
وعندما أفاقت وجدت الجميع حولها ..
والدة نوران : حبيبتي نوران ..
ثم تضمها بقوة .
سالم : أحمد الله على سلامتك يا أختي .
نوران : ولكن ؟؟ ما الذي حصل ؟؟
هديل : لقد حصلت حكاية طويلة .. فذلك الطبيب تم القبض عليه .. وتم إنقاذ والدتك بفضل الله ثم بمجهود سلوم .. الذي أحضر الشرطة بعد أن علم بوجود مشفى تحت الأرض .
نظرت نوران الى سلوم .. إذ هو خافض الرأس ..
نوران : أحقا ما قالت ؟؟؟؟؟
لم يجب سلوم بينما والدة نوران إلتفتت إليها مبتسمة ..
والدة نوران : أجل .. إنه رائع .. فهو الذي استدعى يزيد فور علمه بأني على قيد الحياة . وكان بطل المسلسل آن ذاك ههههه الحمد لله الذي أعادني إليكم سالمة هههههههههههه ..
نوران : الحمد لله ..
والدة نوران : على كل حال .. سأنادي الطبيب فورا ليراك الآن يا نوران ..
وذهبت والسعادة تغمر فلبها ..
وأما نوران فقد نظرت إلى سلوم متعجبة ..
نوران : هل كنت تتظاهر بأنك غير مهتم لموت والدتي ؟؟
سلوم : كلا .. لكنني تبت منه ..
نوران : منه ؟؟ ماهذا ؟؟؟
يزيد : إنه شرب الخمر .. لقد كان يشرب الخمر منذ زمن وكانت تعلم والدتك بذلك . لكنه لم يكن يعجبه ذلك .. فربما تذهب وتبلغ الشرطة عنه فورا .. لذلك كان بارد الدم .. لأن شبح والدتك الذي كان يطاردة قد رحل . ولكن بصراحة .. فهو قد أقلع عن ذلك الفعل .. وعندما علم بأن والدتك لا تزال على قيد الحياة .. أدرك المسؤلية التي ألقيت فوق عاتقه ولذلك اختفى عن المنزل لمدة يوم .. لأنه كان مع الشرطة يخططون للإيقاع بالعصابة ..
نوران : وكيف عرف ذلك المكان ؟؟
يزيد : إنه أحد أعضاء تلك المنظمة يا نوران .. سلوم كان تابعا للمنظمة ..
انفزعت نوران ..
نوران : ماذا ؟؟
سلوم : أرجو أن لا تؤاخذيني يا نوران .. فأنا الآن لم أعد عضوا فيها ..
ابتسمت نوران بسعادة ..
نوران : لا يا أخي .. لأنني عرفت الآن أن صفعتي لك قد أيقضتك من غفوتك هههههههه .
أعرض سلوم بوجهه بينما الجميع قد ضحكوا ..
سالم : لقد انتهى كل شيء بفضل الله .
نوران : الحمد لله .. بالمناسبة يا خالي يزيد .. أنا أعتذر عما بدر مني من إساءة لك عندما طردتك .. لم أقصد حقا .. لكنني كنت حزينة جدا لأجل والدتي ..
يزيد : لا .. لا تعتذري .. أنا من المفترض أن أعتذر . لأنني تظاهرت بالغضب . لكنني بصراحة لمحت سلوم وهو ممسك بزجاجة الخمر .. لذلك أصبت بالذعر وأردت فعل أي شيء كي لا ينتبه سلوم على ما رأيت ..
نوران بسعادة : حقا ؟؟ إذا أنت لست غاضبا مني ؟؟ صح ؟؟
يزيد : أجل .
نوران : إذا . إذهب وأحضر لي طعام فأنا جااائعة ..
ضحك الجميع بينما يزيد أعرض بوجهه..
وفيما بعد .. خرجت نوران من المشفى ..
وأقامت جدة نوران حفلا كبيرا جاء فيه جميع أفراد العائلة ..
وفي اليوم التالي ..
ذهبت نوران الى المدرسة .. وهناك استقبلها الجميع بإحتفال آخر دام ساعتين ..
وفي آخر الدوام .. كان الجميع متلهفون لمعرفة نتيجة اختبار الفقه .. فهذه حصة الفقه الآن ..
معلم الفقه : هل أنتم مستعدون للمفاجئة ؟؟
الطلاب والطالبات : نــــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــــــــم ^_^
المعلم : لا يوجد رحلة
جميع الطلاب بحزن : لماذا ؟؟؟
المعلم : لأن هناك أحمق لم يكتب إسمه .. وهذا يعتبر أكبر خطأ لن أسامح عليه ..
حزن جميع الطلاب والطالبات وبدوؤا يسألون بعضهم عن الشخص الذي كان السبب في إلغاء الرحلة ..
وأما نوران فوجهها تحول إلى الأزرق فهي الشخص الذي لم يكتب إسمه .. *_*
وإنتهت القصة بفضل الله
............