عدد المساهمات : 542 الخبرة : 9127 تاريخ التسجيل : 18/07/2013العمر : 26 الموقع على الخريطة : قرية اوتو
موضوع: على شفير الموت السبت 20 يوليو 2013, 12:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة إلى جميع رواد هذا القسم الرائع
كنت قابعا في منتدى الألعاب وتحديدا في لعبة التفكير وبدأت أنسج هذه القصة على شكل حلقات
وفي كل حلقة أنهيها والتي تتألف من رد واحد كنت أرى التشجيع لمعرفة نهاية هذه القصة
فلم أر نفسي إلا وقد انتهيت منها في غضون عشر دقائق فقط فقمت بجمع الردود مع بعضها لتصوغ هذه الخاطرة السريعة والتي كانت أشبه بقصة لكنها ليست كذلك..
خاطرتي بعنوان على شفير الموت
بدأت وكالعادة وأنا في الطريق أحدق في السماء وقد تلبدت بالغيوم وبدأت تمطر بغزارة وانا واقف تحتها لم أتوقع أن يكون اليوم ماطرا فقد كانت السماء صافية حين خرجت من المنزل لذا لم أحضر مظلتي ومعطفي معي فابتلت ثيابي وأخذت أرتجف من البرد وبدأ الماء يتسلل إلى جسدي شيئا فشيئا أردت قطع الشارع لكي أستظل بموقف الحافلة وإذ بي أركض من دون انتباه للسيارات وإذ بسيارة مسرعة تتجه نحوي وسائقها يطلق البوق لكي يحركني من مكاني وإذ بي أنا الذي كنت أركض منذ هنيهة أتسمر في مكاني ناظرا الى السيارة قادمة نحوي بسرعة جنونية وأنتظر مصيري المحتوم وقد أخذ الرعب مني مأخذه ولم تعد عضلاتي تستجيب لما أريده يدير سائقها المقود بأقصى مايستطيع بعيدا عني وإذ بها من شدة الالتفاف مع سرعتها الجنونية مع الطريق المبلل تبدا بالإنقلاب ومازالت تتجه نحوي... مازالت تتجه نحوي وهي تتقلب في وسط الطريق محدثة أصواتا مرعبة صرخات تتخلل أصوات تصادم الحديد مع الأسفلت وتصرخ في وجهي أنظر إليهم لأحاول أن أفهم ما يقولونه ولكن من غير جدوى أشعر وكأنني أشاهد تلفازا قد كتم صوته بدأت أسمع دقات قلبي بقوة السيارة مازالت تتجه نحوي.. أشحت بناظري عن الذين يصرخون في وجهي ووقفت أتأمل اللوحة التي ترسم أمامي قل من شاهدها من مكاني أخذت أتأمل الشرارة المنبعثة نتيجة احتكاك الحديد مع الأسفلت وكيف تتجه بصّاتها نحوي لتحرقني أوه لقد نسيت إنها قريبة جدا الآن قد حانت لحظتي وفجأة... وبينما أنا متسمر في مكاني وقد بدأت الأرض تهتز من تحتي من شدة اقتراب السيارة متي بدأت الصرخات تعلو وبدأ أطفال بالبكاء وأمهاتهن تصيح وتصرخ بي وتقول: أبتعد ستموت .. ستموت تردد صدى صرخاتهن في أعماقي وقلت في نفسي: يا الله سأموت الآن هل هذا صحيح؟ أغمضت عيني موقنا بالهلاك لكن وعلى حين غرة .. يلمع صوت من المجهول ليخاطبني ويقول : ليس بعد أفتح عيني لأنظر من قال لي ذلك وكأنه بجانبي لكن ما رأيته كاد أن يأخذ بلباب عقلي من الفجأة شاحنة عملاقة بسرعة مرعبة تدخل الطريق من الجهة الأخرى يقوم صاحبها بتحطيم إشارة المرور ويصعد الرصيف محاولا الوصول إلي بأقصى ما يستطيع والناس تبتعد من حوله هربا وذعرا من هول ما يحدث علمت أنه هب لإنقاذي رغم أنه لا يعرفني بتاتا كم أشكره من أعماق قلبي لهذا الصنيع وبلحظة كادت أن تطبق السيارة فيها على جسدي وتسويه بالأرض تنسف الشاحنة السيارة بقوة لتصدر صوتا أشبه بانفجار قنبلة وتبدء بجرها بعيدا عني لكن الهواء المنبعث من الاصطدام والذي امتزج مع ذلك الصوت المهول أوقعني أرضا من دون حراك وجعلني غير مدركٍ لما يحدث حولي بدأ الناس يهرعون نحوي ليتفقدوا حالي .. وفي تلك اللحظة مفاجأة اخرى .. صوت آخر... بني .. ما هذا الصوت يا ترى يتكرر.. بني .. إنه مألوف أنا اعرف هذا الصوت بدأت أصوات الناس تخفت من حولي شيئا فشيئا وبدأت تظلم الدنيا شيئا فشيئا والصوت مازال يتردد والآن قد علا وبات واضحا جدا : بني إنهض لقد حضرت طعام الإفطار ماذا؟! .. إفطار ؟!! وأنا ملقىً في قارعة الطريق ؟!! وكدت أن أموت؟!! هـ ..هذا صوت أمي!!! :لقافة: بني إنهض لقد حان وقت استيقاظك وفعلا إستيقظت ياإلهي.. كل هذا كان مجرد حلم لقد كانت هذه المرة الثانية التي توقظني فيها أمي بعد وقوع الكارثة غضبت:mad: وقلت لها؟ لماذا لم توقظيني من البداية ؟ فقالت لي أتيت قبل دقائق ووجدتك نائما بعمق فقلت: ليس بعد:p وذهبت وتركتك لتنام قليلا :p ماذا.. لحظة .. ماذا قلتي ؟!! أنتِ من قال لي : ليس بعد :مندهش: فقالت لي نعم لماذا؟! فقلت في نفسي:لقد شاركت في منامي من أدون أن تقصد ذلك بل وكانت جملتها محورا أساسيا في الحادثة وهنا انفجرت بالضحك أخذت أضحك وأضحك وأضحك حتى لم أقو على التنفس وأمي تنظر إلي ولاتدري مالذي أصابني فقلت لها من غير أن أشرح شيئا أتمنى أن توقظيني في المرة القادمة قبل وقوع الكارثة..